السبت، 17 سبتمبر 2011

اعتذار لن يحدث قط.



ها هو المطر ينقرُ على النافذة الشاحبة
مطرٌ ناعم، متوحّد، وقور
لكنه – على غير ِ المتوقع – لا يجيءُ بطبقٍ من الحزن
و لا حتى بأقل من دمعةٍ متعثرة
إنه فقط يحاولُ أن يذكّرني بك
و يوشك أن ينجح في ذلك

لكني – وعلى غير ِ المتوقع أيضا – أتذكرك بصورةٍ سيئة
أتذكر: عليّ أن أعتذر لك
أو ربما أن أنهالَ عليكَ بالاعتذارات ..
.
.
.
.
المطرُ لحوحٌ ويكاد أنْ ينتحب
يحاولُ أنْ يستثير في داخلي عاطفة الندم
وهي – بالمناسبة – عاطفةٌ لم يحن أوانها
أو أنّ الوقت ما زال مبكرا كي تتبرعم في قلبي

أعتذر إليكَ، إذاً، من غير ِ ندم ٍ أو ورع
أعتذرُ إليك بــ قلمي المتردد، بـ حرقة الدم وهو يصعدُ إلى الرأس
أعتذرُ إليك بحروف ٍ لا تعرفُ الطاعة، أعتذر إليك بشدة اعتذارا قد لا يصلُ إليك
وعلى الأرجح، أنه لن يحدث قط.