الاثنين، 31 أكتوبر 2011

ألف منزل للحلم والرعب



لم يسبق لي أنْ تمنيت لو أكون كاتب الرواية التي أقرأها، كما حصل مع "ألف منزل للحلم والرعب".
أريد أن أكتب بهذه الطريقة الأنيقة عن الموت، طريقة استثنائية، غير متوقعة، مربكة، ومرعبة.

أخبروني، ألن تشعروا بالبرد وأنتم تقرأون:
"أرتجف من داخلي أيضا- من الألم، من البرد، من برودة القبر، من برودة الموت."

في الرواية ستكتشف متعة أن تقرأ وتتساءل، أين هو الآن؟ هل هو مريض؟ يهلوس؟ يحتضر؟ ميت فعلا؟!
يمتلك عتيق رحيمي لغة رهيبة، مجاز حاذق، تعبيرات لمّاحة:
"تحت عفارة التشادري، كانت تشعر بجنون الحزن."
"وضعت أمي قطعة السكر المبللة في صحنها. ذاب السكر، تماما مثل قلب أمي."
"لقد ذهبت لتضع وجهها المرتعب خلف الباب. إنها تنتظرني أنا."
"مثل الشمعة الموضوعة على حافة النافذة، يذوب جسدي ويسيل على الفراش."
أو هذا التعبير:
"لقد أخرجني الطفل من حلمه. أنا مخلوق حُلُمي. أب خيالي. زوج متخيل. ما الفائدة إذا بالنضال كي أعود إلى الحياة؟"
بوجه عام، الحديث عن الحلم يضفي هالة ساحرة على أي نص، لكن أن تكتب بهذا الشكل، شيء خارق ..!

كل هذا تقرأه بعفوية، لم أشعر بأثر لأي تصنّع أو تكلّف، رغم أن الاشتغالات والثيمات المدسوسة في الكتاب تصعب معها التلقائية، لكن رحيمي نجح، نجاحا كبيرا ..
"لا تعلن أمي خبرا سيئا للتو. تتركه يسكنها فترة ما، تبكي، تظهر حنقها .. غدا صباحا، عند الفطور، ستقول"  

الخميس، 27 أكتوبر 2011

لحظة شاعرية



أدخل. أكتشف – من جديد – أن هذه الكتب ســ تبقى "نقطة ضعفي"، وأني لا أجيد مقاومة شرائها. أتجاهل كل نداءٍ عقلاني يحاولُ حرماني من متعة الاقتناء. لاحظوا لم أستخدم مفردة "قراءة" أو "إطلاع" لحد الآن !

كما يحدثُ في الأفلام، أو في الرواياتْ المُرهفة، أتعثر بكتابك.

أستغل لحظات انشغال صديقتي بكتب تطوير الذات وتحقيق النجاح، أمدّ يدي لكومةِ الأوراق، أصاب بـ نوبة خدْر ٍ مؤقتة. كتابك؟ كم أثار فيّ الشجن، وتماما، كما يحدث في الأفلام، أو في الروايات المُرهفة، أقرّب الكتاب إلى قلبي واحتضنه. عليّ الاعتراف أن هذا الحنان قد فاجأني !

تقولُ مقدمة الكتاب في وارد الحديثِ عنك: ولد عام 1922 وتوفي مساء 4-4-1998 .
هذا لا يعني شيئا بالنسبة لي. أن تكون في قبرك، أو في بيتك تحتسي كوب قهوةٍ باردة.
ما يهمني، بصدق، كل هذه الانفعالات/ اللهفة وأنا أقلّب في صفحات الكتاب. هل هو الحنين إلى الزمنِ الهارب الذي قرأتك فيه؟ الساعات الفاتنة التي أسرتني فيها بكلماتك الدافئة؟ أي سحر؟



عند الكاونتر، أدفع قيمة ثلاثة كتب، ديوانيّ شعر ورواية واعدة. أرمقُ كتابك، وقد ابتعته بشغفٍ فريدٍ/غريب ، أطمئنُ في كل حين إلى وجوده، أفكّر في مستقبله، في الوقت الذي سنتشاركه معا. هي- بحق – لحظة شاعرية، لستُ متأكدة، هل تتكررُ في الأفلام أو الروايات المرهفة ؟!  

الجمعة، 21 أكتوبر 2011

للعمر الذي لم يأتِ بعد



سأصمت، هذا المساء، لأتأكد:
لدي ما أقوله في ذلك المساء البعيد.

سأمنع وجهي من بلاهة الابتسامات
سأحفظ ابتسامتي من التلف ..!

دون شك، بعد 30 عاما أو أكثر
يجب أن نكون متأهبين بشكل ٍ جيد.

الاثنين، 17 أكتوبر 2011

أن تهادن هشاشتك .. وتكتب


من أكثر الأمورِ التي أحذر، الكتابة في لحظاتِ الحزن أو الألم. لا أعني النشر فقط، أعني "فعل" الكتابة ذاته ..
بعض البكاء مزعج، بعض الكتابة لا تحتمل، ربما لأنها لن تنجو من شحناتٍ سالبة منفّرة، أو أنها ببساطة ستتورط في فخ "الفضفضة"


هذه ليستْ القاعدة دائما، هنا ما كتبته قبل أشهر، وعلى عجل:

(لم تعد فضفضتي تلك الفضفضة العفوية جدا، المملة في نفس الوقت، والتي كنتُ أداوم بشكل هستيري على الالتزام بها بين عامي 1999 و 2000 ، إن قراءتها في يومٍ مشمس كهذا اليوم، و بعد أكثر من 10 سنوات، تسبب الصداع و تنفث جرعات من الحزن
لا، ليس الأمر دقيقا جدا
أنا اليوم، مليئة جدا، بالفزع والطاقة الـــ .... أوووو ... هل أعترف؟ الطاقة السلبية)

ربما، بمزيد ٍ من الأسى، صار عليّ أن أكتب هكذا

(الساعة تقترب بحذر من الواحدة ظهرا ..
يخيّل لزملائي في العمل أني مشغولة جدا في حين أخط هذه السطور
أصابعي تنزلق على الكيبورد برشاقة، بينما روحي تنزلق في مطبّات عميقة ..
لا تروقني فكرة "الفضفضة"، ما أريده فقط هو أن أحاصر "رعبي" .. )