الثلاثاء، 7 يونيو 2011

مزحة كونديرا




 رواية لا يستطيع كتابتها إلا قلمٌ بارع حدّ "الشيطنة" وحدّ "إثارة الرعب" ..
لا تكشف أسرارها وجمالياتها إلا بتأنٍ وتمهّل فاتن،.فــ على الرغم من تمحور الكتاب حول قدرة "مزحةٍ" ما على تغيير مسار حيوات ومصائر، إلا أن هذه الفكرة المتألقة وحدها ليستْ سر هذه الرواية. إنها هذه الحبكة السردية التي تجاوزت حدّ الإتقان إلى المكر اللذيذ، والتلاعب الخلاّق.


كنتُ أقرأ، ثم أعود إلى صفحات سابقة، وأنا متأكدة أن هذا المشهد قد مرّ علي سابقا. لأكتشف، أن روايته تمت عن طريق شخصية مختلفة، وبزاوية "نفسية" مختلفة. كل هذا يحدث، كما لو أنه عفوي، وليس كـ تكنيك صارم ومتكلّف.


هل يعني ذلك أني قرأتُ الرواية بالكامل، بمتعةٍ خالصة ؟

أشك في ذلك. 

في القسم الذي تحدّث فيه "جاروسلاف" عن الموسيقى وباستفاضة، شعرتُ أنه تجاهل كونه مجرد شخصية في رواية ما، وبدا كـ كاتبٍ متخصص ومتعمق في فن الموسيقى. قرأتُ هذه الصفحات بـصبرٍ نافذ ..
الرواية كانتْ تتألق في خطّ تصاعدي مثير. النهاية جاءتْ شاعرية وأقل صرامة مما توقعت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق