الثلاثاء، 29 نوفمبر 2011

الرسالة الأخيرة



عزيزي المدير

وأنا أغادر، لن أحمل معي "صوتك".

I

صوتك الجارح، الحاد، اللعين، صوتك هذا، لا غير، سأرميه بعيدا كـ قطعة حجر في المحيط الأطلسي. صوتك المباغت، كلماتك الـ تتطلب جبالا من الصبر لعلها تكون مُحتملة، عباراتك المعجونة بماء القسوة. "دراما" عذّبتني حتى توهمت أني سأموتُ، لا. لا، أرفض أن ألعب أي "دور" في دراما سيئة !  

II

نبرتك الساخرة اللاذعة، التي تقلل من شأن الطرف الآخر، بل تسحقه في الأرض. أسلوبك الاتهامي. ردات فعلك البعيدة عن المهنية، الشخصية جدا، الانتقامية واللامتسامحة.

 III
  
ماذا لو تسرّب صوتك واختبأ في إحدى "رفوف" الذاكرة؟

صوتك وأنتَ غاضب، كـ عاصفة، تثيرُ الفزع. صوتك الشائك، أو الشوكة، التي تنغرسُ عميقا بمهارة وإتقان. صوتك الرهيب، وقلبي الذي يقفز كما لو أنه قلب طفلةٍ في الخامسة، تنتظر العقاب.  صوت؟ صوت؟ متى سأنتهي من حكاية الصوتِ هذه.

IV
  
وأنا أغادر، أكثرُ ما أخشاه، أن أفتقد "صوتك".

هناك 4 تعليقات:

  1. الأصوات تفعل بنا أكثر مما قد نتخيل

    ومهما ازدحمت فينا الأصوات المختلفة، لا نتحرر من سلطة أحدها

    هناك فقط صوت يطغى على البقية -ومن حين لآخر- ويعلو كعمود دخان

    ليذكرنا بالحريق الذي اشتعل وعجزنا أبدا عن إخماده

    لا أتقصّد إقلاقك فقد لا يكون هذا حريقا يا صديقتي، عود ثقاب صغير... ربما


     

    ردحذف
  2. رسالة حزينة
    ابداع لكن ...

    ردحذف
  3. زهراء يا أنيقة الحرف،
    أدرك جيدا فداحة ما تقولينه
    لكني -على ثقة - ليس صوتا مثل هذا الصوت !

    أشكر مرورك
    يشبه صوتا عذبا، وجميلا، ولا يُنسى

    ردحذف
  4. مشكووور والله يعطيك العافيه


    good thenkss

    ردحذف