الاثنين، 21 نوفمبر 2011

رسالة (4)


عزيزي المدير


ها أنتَ تستعيدُ بقايا حيويتك، أتيقن من هذا في اللحظة التي أستلم، عبر الايميل، "دعوة" لاجتماعِ مهم.
هوسك بالاجتماعات طالما أسَرَني، لا شك أنك واحدٌ ممن عناهم ارنست همنغواي "كثيرون يتحدثون بهدف التمتُّع بلذةِ سماع صوتهم وهم يتكلمون"، هذا ما توفّره لك "فكرة" الاجتماعات تماما، لا يغادرك الزهو وأنت تناقش، تسأل، تقترح، تقرر، ولم لا، تدين وتستنكر ..

ماذا لو، خطر لك، أن تجرحني أمامهم ؟؟

سأصبر !

هيّأتُ نفسي وبمثابرةٍ جادة لتمثّل هذا الدور، وعشته لحظةً بلحظة. ذهبتُ للاجتماع وأنا أعاني آلاما قاتلة في البطن، ذبذبات صداعٍ لا يُحتمل، أفكّر في احتمالات "الإيذاء"، ذهبتُ بوجهٍ شاحب حرصتُ على تجميله بابتسامةٍ ملفقة.

 اجتمعتَ بنا إذا، الساعة 1 ظهرا، من أجل تطبيق برنامج "أفضل موظف في الشهر".

قلت لنا:
دعونا نضع معايير للاختيار، سأبدأ أنا. أول معيار:
Zero Errors. I will not accept even one error or mistake

كانت رسالة مبطّنة، وملغّمة. هه ! سيتوالى القصف، أخفف من الإيقاع السريع لأنفاسي، أخربش بالقلم، أرسمُ على وجهي ابتساماتٍ بلهاء.

لم يدر في خلدي يوماً أن بوسعي تحمل كل هذا، رغم كل شيء، ظلت صورتي الخارجية محتفظة بأعلى درجات التوازن.

هناك 4 تعليقات:

  1. رسالة أكثر من موفقة

    لو كنت ذلك المدير لاستمتعت بقراءتها والتعرف إلى شعور الموظفين المحاصرين في سردابي أثناء القصف

    موفقة يا فاطمة موفقة حقا (:

    ردحذف
  2. كان تقدرين تتحملين اكثر فاطمة.
    اتفق معاك بشغلة كونك من لستة المغضوبين عليهم عقد الموضوع.

    تحياتي
    sky is not the limit

    ردحذف
  3. زهراء

    لن أنصح المدير بقراءتها، نحن في عالم الرسائل الخاطفة، الجافة، المحايدة. حتى لو قرأ، ربما يعلّق بكل برود:

    This is not professional

    شكرا عزيزتي، مرورك "عطر" وأنا أحب العطور الفاخرة

    ردحذف
  4. Sky is not the limit

    أول سؤال خطر لي:

    Do we know each other ?

    شكرا لمرورك

    ردحذف