عزيزي المدير
وأنا أغادر، لن أحمل معي
"صوتك".
I
صوتك
الجارح، الحاد، اللعين، صوتك هذا، لا غير، سأرميه بعيدا كـ قطعة حجر في المحيط
الأطلسي. صوتك المباغت، كلماتك الـ تتطلب جبالا من الصبر لعلها تكون مُحتملة،
عباراتك المعجونة بماء القسوة. "دراما" عذّبتني حتى توهمت أني سأموتُ، لا.
لا، أرفض أن ألعب أي "دور" في دراما سيئة !
II
نبرتك الساخرة اللاذعة، التي تقلل من
شأن الطرف الآخر، بل تسحقه في الأرض. أسلوبك الاتهامي. ردات فعلك البعيدة عن
المهنية، الشخصية جدا، الانتقامية واللامتسامحة.
ماذا لو
تسرّب صوتك واختبأ في إحدى "رفوف" الذاكرة؟
صوتك
وأنتَ غاضب، كـ عاصفة، تثيرُ الفزع. صوتك الشائك، أو الشوكة، التي تنغرسُ عميقا بمهارة
وإتقان. صوتك الرهيب، وقلبي الذي يقفز كما لو أنه قلب طفلةٍ في الخامسة، تنتظر
العقاب. صوت؟ صوت؟ متى سأنتهي من حكاية
الصوتِ هذه.
IV
وأنا
أغادر، أكثرُ ما أخشاه، أن أفتقد "صوتك".